حرب باردة مؤجلة: الرهاب الأميركي من الكرملين

368

لأول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة، تصل العلاقات الاميركية-الروسية إلى هذا المستوى من التأزم وعدم الثقة والمشاعر المعادية المتبادلة. والأهم من ذلك، تسللت موسكو خلف “خطوط العدو” وأصبحت جزءاً من الرهاب الأميركي حيال كل ما يتعلّق بروسيا. فالمجتمع الاستخباراتي الأميركي يشتبه بأن رئيس البلاد أو محيطه تماهى مع موسكو أو خضع لابتزازها، والمؤسسة الحاكمة لا تثق بالبيت الأبيض لإدارة المواجهة مع روسيا.

 البيت الأبيض لا مانع لديه من جهة المبدأ للحديث عن التدخّل الروسي في الانتخابات، لكن ما يعارضه بشدة هو اعتبار أنه كان لهذا التدخّل أثر على نتيجة الانتخابات، أو الحديث عن تواطؤ فريق ترامب مع الكرملين. الإقرار بالتدخّل، بالنسبة إلى البيت الأبيض، يعني تلقائياً التشكيك بشرعية انتخاب الرئيس. وبالتالي حتى تنتهي المعركة الداخلية الأميركية في ملف التدخّل الروسي، لن تتضح الاستراتيجية الأميركية تجاه روسيا. هي حرب باردة مؤجلة حتى تحسم واشنطن أمرها. الرجاء هنا لقراءة آخر مقالاتي عن العلاقات الاميركية-الروسية.

About Joe Macaron

جو معكرون يركز ابحاثه على الاستراتيجية الأميركية والعلاقات الدولية وتحليل النزاعات في الشرق الأوسط، كما يولي اهتماما خاصا لبلدان المشرق العربي والعراق والتنافس الإيراني-السعودي في المنطقة. عمل سابقا في مركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت" ومركز عصام فارس في لبنان ومركز كولن باول لدراسة السياسات في نيويورك. بالإضافة الى كونه صحافي سابق، عمل ايضا مستشارا لصندوق النقد الدولي حول الانخراط العام في الشرق الأوسط وشمال افريقيا كما في عدة مناصب في منظومة الأمم المتحدة. لديه مساهمات على نطاق واسع في وسائل إعلامية عربية وأميركية ودولية، وهو حائز على ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة مدينة نيويورك. للتواصل عبر البريد الالكتروني joemacaron@gmail.com او عبر الهاتف 202-997-8191

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *